لا تخاف فأنا أحبك بكل ما فيني

كثيرا ما قلت لنفسي :
إذا كان لابد من أن يستيقظ المرء من أحلام كثيرة..
فياليته يستطيع أن يبقى زمناً طويلاً في أحلام النوم..
إذ فيه تعود إليه كل تلك الأحلام المفقودة.
انتزع نفسي بالفكر من الأرض التي اسكنها..
كي لا تبدو موحلة في عيني.. بل ستكسب البهاء الذي
يراها به من يسكن القمر.. ولكن...!!!!
ولكن فزعي من وعيي بنفسي ظل كما هو ..
حتى أنني اعتزم أن أرى نفسي ميتة في خيالي..( في حلم )
وكأنما امتصت يد الموت الدماء من جميع الوجوه ..
فغدت الشفاه لا دم فيها..والحجرة كهف الموتى..
ودون القمر كانت تهب ريح صامتة ..
تضرب بسياطها السحاب.. تمزقها..
فينفرج عن ثقوب السماء السافرة .. اضواء ماوراء النجوم..
ويبدو لي كل شي صامت..وأنا اغوص في قبور الماضي..
هكذا صرت أنا ..
لم تعد أفكاري من جنس أفكار الناس..
فلست بحزينة ولا شقية.. ولا سعيدة..
وكأن العالم قد اختفى في الهاوية .. وصرت وحيدة..
الكل أصبح ينشد السعادة في ظلال الحب..
فالحبيب يحب كل شيء في الخليقة حين يتأمله ..
في نظرات الحبيبة الحالمة..
ممسكا يدها واضعا إياها على قلبه المحطم..
ويقول لها : لا تتركيني أبداً وحدي..
وكأنه بذلك يفتح طريقا مأمون العاقبة لنضج الفكر..
وصنع المواهب الذهنية.. فيصبح شاعراً..
من همسة.. أو لمسة.. أو بسمة.. أو كلمة.. أو....أو..
الحب ليس عاطفة جارفة من عواطف القلب..
بل هو وسيلة لتطهير النفوس وصفائها..
ومــاذا بــعــد ذلــك..؟ ولــمــاذا تــلــك الأفكــار..؟ وتــلــك الـرؤيـة..؟
لا أعــــــــــلــــــــــم...!!!
هـنا قـرب الـبحـر..
أشهـد أنني ودعـته بين الشـفـق والـندى..
وسـاد الـصمت..
والصوت الأسود..
وتصرخ الذاكرة الغائبة..

أريــد أن انــتــحــر..!
أن أقطع المسافة بين مدخل جرحي والإنتظار..
اكتفيت من كذب الزمان..
حتى الذكريات بدأت تفر من شباك ذاكرتي..
وتسقط في جيوب الإندثار..
مابيني وبين العشق بــلاد..
لي لغة لوحدي..
اسميك فيها ما اشاء..
وارسمك فيها كما اشاء..
أنت تغزو شراييني..
تأتي وتمضي .. لم أعد حتى احصي اسباب الوداع..
أحاور نفسي وأجيبها.. أصمت معها ويطول صمتي..
كـل الـدروب إلـيـك تـخـتـنـق..
كـل الـدروب إلـيـك تـحـتـرق..
كـل الـدروب إلـيـك ..حبل من دمي..
مع كـل اتساع لـك داخـل الـروح..

أفـكـر أن انـتـحـر..
أرسم ُ جثتي ويداك فيها وردتان..
أُشهدك ذبول أيامي.. وموت أحزاني..
ونـلـتـقـي في صرخة.. ألــم و وداع..
وانـتـهـي في مقـبـرة .. لوحدي..
كــدتُ انــســى..
هـل ستذكرني إذا مررتُ بك يوما..؟
في يوم ما سيحمل لك هواء البحر ..نسماتي..
ستأخذ إليك امواجه صورتي..
في يوم ما ستغني أزهار القرنفل ...

أغــنــيــة حــنــيــن ..
فهل ستخرج عن التعبير ..؟
هل ستغني معها لـــي...؟
هل سيحن نبضك إلــــي ..؟
هل ستذكر حدود خفقي داخلك..؟
هل ستتذكر عندما جاء وقت الإنتحار وقلت :
ياقمري.. حبيبتي.. لاتذهبي عني..
أخرجي من أي ظلعٍ خنجراً من زنبقٍ..
وادخلي من أي ظلعيٍ..
واسكني الروح وامشي في دمي..
وتنفسي وغني داخلي..
وأجمعي ذرات جسمي في هواك..
وابنيني مدينة واسكنيها وطناً..
وأعيدي لي هوية ذاكرتي .. يا عشقي الأوحد..
هنا عاد الصوت الأسود ..
وأكتفيت بالصمت..
نظرت إلى عينيه وقلت له.. :

أحــــبـــــك..
نـلـتـقـي ... ونـلـتـحـم.. عـندهـا..
الآن سأفجر نفسي في صدر ذاكرتك..
وأقفز من شظاياك الطليقة ألف وردة..
ودمي نهرٌ من أغاني الحب..
يجري في شظية قد تبعثرني اشلاء ممزقة..
الآن تمر أغنيتي عليك..
هــل تـسـمـعـهـا..؟ أغـنـيـة وداع..
الآن قـد انـتـحـرت... انـطـفـأت..
والآن تستطيع أن تعرف الفرق بين ..
نشيد العاشق الحر.. وانتحار العاشق المسجون..
أنا الغائب المتكلم..
انـتـحـرت... يجب أن تعد الآن أعراس جنازتي..
إن تلملمني ستجد في كل جزء مني هدية لك..
في عيني أهديك صمتي الساطع..
ومن يدي أهديك أزهارٌ من عطر دمي..
ســـــــــيـــــــدي ...
هــا أنــا انـقـرض..
فـأنـا آخـر الـرومـانـسـيـيـن الـمـتـعـبـيـن..


ويـا ذكـرى الأحبة .. مات قـلبي ,,,,,, فـإنـي لا أحس له حِـراكا

أأأأأأأأه .... مــا هــذا.. ؟؟
حــبـيــبـي..كنت أحلم..
(( لاتخف ... فـأنـا أحــبــك..
أحــبــك بكل أنفاس حياتي..
بكل ابتساماتها..
بكل دموعها..
بحياتي كلها.. ولو استطيع ..
لأحـبـبـتـك أكـثـر بـعـد الموت

القلم له جبروت عندما يكتب ما فى داخل العاشق انما العاشق هو من احساس ومشاعر صادقه..